ما الذي يمكننا تعلمه من الرعاية الصحية المقدمة في الخارج؟



بقلم سيبا صحابي (Siba Sahabi)





يُنظَر إلى أوقات الانتظار عالميًا على أنها أوقات مملة، إلا أن بعض الثقافات وجدت طرقًا ذكية للتعامل معها. وإليك عزيزي القارئ ثلاثة أمثلة على كيفية قيام المستشفيات في البلدان الأخرى بتحسين تجربة مرضاهم خلال أوقات الانتظار.


تقليل أوقات الانتظار باستخدام الهاتف المحمول
في الصين، يتلقى المرضى رسائل على هواتفهم المحمولة بشأن وقت انتظارهم. وهذا حل ذكي، لأنه بهذه الطريقة يمكنهم قضاء معظم وقت الانتظار خارج المستشفى وشغل مقعد في غرفة الانتظار فقط قبيل مدة وجيزة من تلقي المعالجة.


Between the Trees لإيلي ديفيز (Ellie Davies)، التصوير الفوتوغرافي


القوة العلاجية للطبيعة
«shinrin-yoku»: مصطلح ياباني معناه الحرفي "الاستحمام بين أشجار الغابات". وتنطوي هذه المعالجة الطبيعية على الانغماس الكامل بجميع حواسك في الطبيعة المحيطة بك. وهو نوع من التأمل الذهني في الطبيعة. ويُستخدَم هذا النوع من العلاج في اليابان منذ الثمانينيات. وفي السنوات القليلة الماضية، يُستخدَم هذا النوع من العلاج بشكل متزايد في أوروبا. يقع مستشفى «AZ Sint-Lucas» البلجيكي في مدينة «بروج» على حدود محمية طبيعية رائعة «Steenbrugse Bosjes و Assebroekse Meersen». وبالتعاون مع Agentschap Natuur en Bos «وكالة الحفاظ على الطبيعة والغابات»، يجري العمل حاليًا لإقامة ممرّات مشاة خاصة في الغابة بجوار المستشفى. وسيتم قريبًا تزويد بعض طرق السير القصيرة والطويلة بمؤشرات للوقت ولافتات إرشادية.

تشير الدراسات إلى أن هناك علاقة بين الاستمتاع بقضاء الوقت بين جنبات الطبيعة وتحسين الصحة وتخفيف الألم. قد يختلف التأثير اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر، ولكن مستوى ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومستوى الكورتيزول ينخفض حقًا لدى العديد من المرضى. والسبب في ذلك هو أن الطبيعة ترسل لنا رسالة دون قصد مفادها أنه يمكننا الاسترخاء. وقد يؤدي التقليل من التوتر إلى تعافي المرضى بشكل أسرع.



Between the Trees لإيلي ديفيز (Ellie Davies)، التصوير الفوتوغرافي



لا حاجة إلى غرفة الانتظار بعد الآن
لماذا يُعد الشعور بحتمية انتظار الطبيب في غرفة الانتظار أمرًا طبيعيًا؟ في الولايات المتحدة، توفر بعض المستشفيات "غرف الاستقبال الفوري للمرضى". بعد تسجيل الوصول، يتوجه المريض مباشرة إلى الغرفة التي سيتم علاجه فيها، متجاوزًا غرف الانتظار التقليدية كليةً. وبعدها، يتوجه الطبيب أو الممرضة لمقابلة المريض في غرفة العلاج. وبالطبع، لن يكون هذا النظام مجديًا إلا إذا توافرت غرف علاج كافية. توفر "غرف الاستقبال الفوري للمرضى" مساحة أكبر من الخصوصية والراحة، مما يشعر المرضى بضغط أقل خلال أوقات الانتظار. كما أن هذه الطريقة تمنع انتقال العدوى الفيروسية بين المرضى في غرف الانتظار التقليدية. ومن الواضح أيضًا أن "غرف الاستقبال الفوري للمرضى" أكثر فعالية وتوفيرًا للوقت من غرفة الانتظار التقليدية.